كان هذا العالم رجلاً موسوماً ، وسمته الثورة ..
أعطى كثيراً من جهده وماله لخدمة بلده فرنسا فقد كان ثريا من عائلة استقراطية
ليس هذا فحسب بل وضع أسس قائمة باقية لظاهرة الاحتراق وأدخل
على الكيمياء تسميات بسيطة ورثناها فكانت خير
إرث بهذين الشيئين مكّن العلماء من بعده
أن يغزو الكيمياء غزوات كبيره جنوا منها نصراً على عقبات طريقهم ..
قيل عنه : (لم يكتشف جسماً جديدا ولا صفة جديدة ولا ظاهرة
طبيعية كانت من قبله مجهولة ولكنه صنع لنفسه
مجداً بسبب الروح الجديدة التي بثها في العلم والعلماء )
يقول لا فوازيه في رسالته :
تدربت في الرياضيات والطبيعة فكنت من القلائل الذين تأهلوا لدراسة الكيمياء لاحظ والداي صفاء عقلي ووضوح تفكيري وخيالي الخصب فأرسلاني لدراسة القانون في كلية مازاران ولكني ما لبثت أن تركت القانون حتى اتجهت لدراسة العلوم ، تأثراً برجل اسمه وليم روئيل المعيد بحديقة النبات فقد كان يجري التجارب للطلاب بعد أن يتولى الأستاذ أمر المحاضرات الخاصة بنظريات العلم وأصوله فقط . فلا تمس أصابعه المواد الكيميائية لتتلوث بها .. فقد كان الأستاذ يختم محاضرته فيقول لنا (( هذه يا سادة الأصول التي تبنى عليها نظرية هذه التجربة والنظرية التي تهدف على أثباتها أما التجربة فسيقوم بها المعيد بإجرائها لكم أثباتا لما قلت لكم )) وما كان يخرج الأستاذ حتى يدخل روئيل فيتلقاه الحاضرون بالهتاف الصارخ ولم يكن الحاضرون من الطلبة وحدهم فقد كان أهل الطبقة الراقية يحضرون ليستمعوا إليه وقد كنت اجلس مع الجالسين مستغرقاً فيما اسمعه استغراق الحالم ..
لم أنسى يوماً ماشرحه روئيل ثم خرجت في رحلة علمية والتقيت مع ليناوس العالم النباتي السويدي الكبير فتأثرت به أيضا أسرني بعلمه ومن حينها صممت على التفرغ للعلم لأشغل به حياتي ..
وبعدها تعددت وتنوعت مشاغلي حتى لم تترك لي وقتاً لتناول طعامي وقد شعر بي احد أصدقائي فكتب يقول لي : ( عزيزي أنطوان أرجوك واستحلفك ان ترتب دراستك وأعمالك على أساس أن سنة واحدة يزيد عمرك على سطح الأرض خيرا لك من مائة سنة يطول بها ذكرك وأنت في بطن الأرض ) وارسل مع هذا الخطاب " سلطانية بها سويق مخلوط باللبن " ولكني رفضت أن انتصح بهذه النصيحة ومضيت في طريقي ..
فما بلغت الخامسة والعشرين من عمري حتى سمعت بي الأكاديمية الفرنسية واختارتني عضوا بها وتوليت إدارة مناقشة تزويد مدينة باريس بمياه صالحة للشرب فاقترحت عليهم أقامة صنابير مياه كبيره في الأحياء المزدحمة ..
التوقيع :