لان الحاجه ام الاختراع .. حاجة سكان جدة للمياه تدفعهم للتنقيب عن آبار مدفونة
الحاجة ام الاختراع
جدة : قام أهالي وسكان عدد من أحياء جدة الشعبية بالحفر والبحث عن آبار مياه كانت تستخدم في الماضي، للاستفادة منها نتيجة قلة المياه التي تصلهم من محطات تحلية المياه .
جاء ذلك في الوقت الذي يبدأ فيه سيناريو أزمة المياه في جدة بالظهور بسبب ارتفاع درجات الحرارة وأسبوع الأجازة مما يزيد من استهلاك المياه ولأن الحاجة أم الاختراع .
وقد استطاع مواطن يدعى نعيم العقيلي الذي يقطن بحي السبيل جنوب مدينة جدة من الحصول على الأسبقية بعد اكتشافه لبئر ارتوازية كانت عائلته في صغره تستقي منها، وتعرف باسم بئر "الصهريج ".
وقال العقيلي وهو موظف في قطاع عسكري حول فكرته التي كررها سكان أحياء الهنداوية والكندرة المجاورة للحي الذي يقطنه :" كنت أتذكر في صغري هذه البئر، وحين ظهرت الإمدادات من التحلية لم يعد يستفاد منها ومع مر السنين ردمت ".
وقد استدرك العقيلي رغبة منه في إيجاد حلول لمشكلة المياه المعتادة بئر " الصهريج " الذي كان يستسقي أهالي حي السبيل منه في عهد آبائه وأجداده .
وقد بدأ العقيلي بمعاونة جيرانه وأهالي حارته بالحفر حتى وجدوا البئر، إضافة إلى حفرهم لآبار أخرى في مسجدين داخل الحي و 14 منزلا أيضا .
ويرى العقيلي أن ظهور هذه الآبار ساهم في إضفاء جو من الاطمئنان والراحة لأهالي الحي الذين لا تصلهم المياه من محطة تحلية المياه إلا بعد 40 يوما، وذلك بحسب جدول توزيع المياه المبرمج من إدارة مياه جدة .
وأوضح العقيلي أن حي السبيل يعد من الأحياء التي توصف بالعشوائية، وعند بدء أزمة المياه كل سنة يتم الاعتماد على صهاريج المياه " الوايتات " التي تواجه صعوبة في دخول الحي بسبب ضيق الشوارع، وكذلك التكلفة المادية التي تتراوح ما بين 400 إلى 500 ريال سعودي للصهريج الواحد .
ووفقا لما ورد بجريدة " الشرق الأوسط " فقد بدأ الجميع بعد نجاح الفكرة وانتشار خبرها لدى سكان الأحياء المجاورة لحي السبيل في تطبيقها والبحث عن آبار قديمة للاستفادة منها .
وقد حالف الحظ أهالي حي الهنداوية الواقع جنوب مدينة جدة أيضا باكتشاف مجموعة آبار مياه والبارحة، كما احتفل أهالي الكندرة بتدفق المياه في أحد المواقع التي يتم الحفر فيها.
ومن المتوقع أن تتكرر التجربة في باقي أحياء جدة، خصوصا الجنوبية منها خلال الأيام المقبلة ، لتفادي أزمة المياه السنوية، والتي تصاحب ارتفاعا في أسعار صهاريج المياه نتيجة قلة المياه المتدفقة من محطة الشعيبة التي يستفيد منها أكثر من مليوني قاطن في المدينة المطلة على البحر الأحمر.
ويصف نعيم العقيلي "35 سنة" أن مذاق المياه المتدفقة من الآبار المكتشفة بالحي أعذب من المياه القادمة من محطات التحلية، قائلا :" لي أربعة شهور، أعيش على مياه البئر التي أوصلتها بخزان المياه في منزلي ".
ويؤكد العقيلي أنه وأبناء حارته فقدوا الخوف من تكرار أزمة المياه هذا الموسم بعد حفرهم لتلك الآبار التي أصبحت تصل إلى كافة المنازل المجاورة لها، وكذلك قيامهم بوضع صنابير مياه داخل الحي ليستفيد منها المارون بحارتهم .
وأوضحت مصادر في مياه جدة أن قضية مياه جدة لم تعد سرا يخفى ، لكن العمل يجري لحلها من خلال ضخ محطة الشعيبة التي ستبدأ مطلع العام المقبل ، وكذلك بارجة المياه التي تصل جدة بعد أسبوعين وتضخ المياه إلى جدة .
[b]